قوله جلّ ذكره: {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتْحُ}.النصرُ الظَّفَرُ بالعدوِّ، و{الفتح} فتح مكة.{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً}.يُسْلِمون جماعاتٍ جماعاتٍ.{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ}.أكْثِرْ حَمْدَ ربِّكَ، وصلِّ له، وَقَدِّسْه.ويقال: صَلِّ شكراً لهذه النعمة.{وَاسْتَغْفِرْهُ} وسَلْ مغفرته.{إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا}.لِمَنْ تاب؛ فإنه يقبل توبته.ويقال: نصرة الله- سبحانه- له بأنْ أفناه عن نَفْسِه، وأبعد عنه أحكامَ البشرية، وصفَّاه من الكدورات النفسانية. وأمَّا الفتح: فهو أنْ رقَّاه إلى محلِّ الدنو، واستخلصه بخصائص الزلفة، والبسه لِباسَ الجمع، واصطلمه عنه، كان له عنه، ولنَفْسِه- سبحانه- منه، وأظهر عليه ما كان مستوراً من قَبْلُ من أسرارِ الحقِّ، وعَرَّفَه- من كمال معرفته به- ما كان جميعُ الخَلْقِ متعطشاً إليه.